في وساطة دبلوماسية من العيار الثقيل، أعلنت الرئاسة التركية أنه في خلال هذا اليوم (الجمعة) سيتم التوقيع على اتفاقية تتضمن آلية تصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك ضمن مجموعة من الاتفاقات يُرجى منها أن يتم وضع حدّ لجميع التحفظات والخلافات التي لا تزال قائمة بين روسيا وأوكرانيا بخصوص الكيفية التي ستتم بناء عليها عملية إخراج الحبوب. وقد حددت أوكرانيا سابقا 3 موانئ لاستئناف تصدير الحبوب، وتتواجد هذه الموانئ في كل من يوجني وأوديسا وتشورنومورسك.
وفي تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال إن مدينة إسطنبول ستشهد اليوم الجمعة أولى الخطوات لبدء حل أزمة الغذاء العالمية والتي تؤثر سلبا على العالم بأسره. وأضاف الوزير التركي أن ذلك سيتم بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحضورِ وفدين يمثلان كل من دولتي روسيا وأوكرانيا.
من جهة أخرى، أعرب المتحدث باسم خارجية الولايات المتحدة الأمريكية نيد برايس عن شكره للرئاسة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان، وعن مدى سعادته بهذا الاتفاق الذي يُتوقع أن يتم إقراره نهائيا ثم التوقيع عليه هذا اليوم في إسطنبول. كما أشاد المسؤول الأمريكي بما وصفه بـ"العمل الدؤوب" الذي قام به كل من الأمين العام للأمم المتحدة ودولة تركيا بغية التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، وأكد برايس أن واشنطن ستواصل مساءلة روسيا من أجل إنجاح هذا الاتفاق والعمل على تنفيذه. وأضاف المسؤول ذاته "ما سمعناه خلال الساعات الأخيرة تطور جد مرحب به. ولكن ما يهمنا حقا هو تنفيذه وتطبيقه، وسنواصل بطبيعة الحال العمل مع جميع شركائنا لمساءلة موسكو عن إمكانية تطبيق الاتفاق".
في حين، كشف الجيش الأوكراني عن تفاصيل وأحداث جديدة بخصوص المفاوضات الحالية التي تتعلق بتصدير حبوب الدولة الأوكرانية عبر البحر الأسود.
كما أكد الجيش الأوكراني أن عملية التصدير سيتم إحداثها عبر 3 موانئ أوكرانية (وهي يوجني، وأوديسا، ونشورنومورسك)، وأضاف أن خط سير السفن الأوكرانية سيكون تحت رعاية الأمم المتحدة، وأعرب أيضا عن أمله في توسيع خطوط التصدير مستقبلا.
وفي تصريح سابق له أمس الخميس، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيذهب إلى إسطنبول من أجل العمل والمشاركة في إيجاد حل معقول لهذه الأزمة العالمية، وقد تزامن ذلك مع الوقت الذي يسعى فيه مسؤولون من دولة تركيا ومن المنظمة الدولية إلى توقيع اتفاق مع دولتي روسيا وأوكرانيا من أجل العمل على استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية والصادرات الروسية المتمثلة في السماد والأغذية من موانئ البحر الأسود.
وأضاف السيد فرحان حق أن ما تقوم به تركيا والأمم المتحدة هو مجرد محاولة يُرجى منها التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع روسيا وأوكرانيا، وذلك من أجل العمل على إيصال منتجاتهما من الحبوب والأسمدة إلى السوق العالمية، كما أكد أيضا أن هذا الأمر ليس مجرد اتفاق بين البلدين فحسب، بل هو اتفاق من أجل العالم بأكمله.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة في إجابته على أسئلة الصحفيين بشأن إمكانية توقيع الاتفاق اليوم الجمعة، "لا نستطيع تحديد موعد لتوقيع الاتفاق، لكننا نمضي للأمام في هذا الشأن".
وقد أقامت تركيا في مدينة إسطنبول اجتماعا عسكريا بتاريخ 13 يوليوز/تموز الجاري، حيث استضافت فيه مسؤولين عسكريين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، من أجل مناقشة مسألة نقل الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية.
كما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على إحداث وإنشاء مركز تنسيق في ولاية إسطنبول يضم ممثلي روسيا وأوكرانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن غالبية دول وبلدان العالم تأثرت وبشكل كبير بسبب أزمة الحبوب العالمية، وذلك راجع لعدم تمكن سفن الشحن المليئة بالحبوب والأسمدة من مغادرة الموانئ الأوكرانية، جرّاء الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
المصدر : موقع الجزيرة + وكالات
اذا كان لديك اي استفسار حول الموضوع لا تنسي ان تضع تعليقك هنا